المجتمعون كانوا حريصين على مصلحة الوطن، خصوصاً بعد التغيير الذي أحدثه الناخبون في بنية المجلس وتوجهاتهم التي جددت الآمال في تصحيح المسار، وإنهاء حالة الشحن والشلل والتراجع والإحباط التي سادت وأثارت مخاوف المخلصين للبلاد «وفزعتهم» لها، والتي بلغت ذروتها بعد نداء سمو الأمير المؤثر: «أعينوني بقوة.. وأحسنوا الاختيار».
الجاسم وجّه حديثه إلى الحضور قائلا: «اجتمعنا اليوم حتى لا نفترق، ونقرر كيف سنستمر، فنحن الآن فريق تجاوز 40 عضوا، لذلك يجب ألا يقتصر عملنا فقط في الانتخابات، هدفنا الأساسي ليس حملة إعلامية ينتهي عملها بانتهاء الانتخابات، بل دورنا يبدأ الآن لكي نوحد الصفوف الوطنية ونوحد المسار، لأن مصلحة الوطن هي الأهم، لقد شكلنا لجنة قوامها 9 أعضاء رجالا ونساء، وذلك لطرح كل التصورات».
مداخلات الحضور كانت أشبه بعصف ذهني، وكانت تقييما للحدث التاريخي ما بين ناقد ومحلل، ومستعرض لأبرز الإنجازات التي حققتها لجنة «متطوعون من أجل الكويت»، والتي ركزت على أن الحركة الوطنية لا تتحمل الذين يحلمون بالملكية.
مداخلات
واتفقت المداخلات على عدم السماح لأي شخص بأن يؤذي الكويت، مجمعين: «هذه فرصتنا لنتقدم ونعيد الكويت إلى ما كانت عليه في السابق مركزاً للتنوير، فنحن نعاني انقسام الحركة الوطنية حتى هذه اللحظة، وهناك تيارات مؤذية للكويت، وأصبحت هناك قوى وطنية ضد أخرى، ويجب أن نقف في وجه كل من يريد أن يعود بنا إلى مربع التأزيم».
كما انتقدوا الاستخدام السيئ في توظيف سكرتارية النائب التي وصل عددها إلى 15 «لذلك يجب أن نعين المختصين وليس المقربين والمحسوبين، كما يجب أن ننتقل
نقلة نوعية في أدائنا».
وأضافوا: «إن الأشخاص الذين يعترضون على دخول العضوات غير المحجبات، نتمنى أن يعترضوا على الأشخاص الذين خالفوا الدستور بمشاركتهم في الفرعيات»، متسائلين: «كيف سيؤدون القسم وهم خالفوا الدستور؟».
نصائح
ونصح الحضور العضوات بالاعتدال وعدم التسرع في التصريحات، قائلين: «نريد التعرف عليهن عن قرب، وما توجهاتهن، لنستطيع دعمهن، وعلينا أن نسخر اختصاصاتنا لتكون حلقة الوصل بينهن وبين الشعب، ونتقدم بالمشاريع التنموية والإصلاحية لنرقى بالكويت».
حكومة متجانسة
وتطلع الجاسم إلى تشكيل حكومة متجانسة ذات رؤية وكفاءة عالية، وقادرة على أن تقود البلد في طريق الإصلاح والتنمية في ظل سيادة القانون.
وتابع: «أطلقت مجموعة متطوعون من أجل الكويت نداء أطفالنا لكبارنا (مستقبلنا بأيديكم فلا تضيعوه)، ونداء انتخاب مجلس يعيد اللحمة الوطنية لبلدنا، ويحمي الدستور والديمقراطية، ويحمي الحرية ويحقق العدل والمساواة، وتشارك فيه المرأة إلى جانب أخيها الرجل في بناء المستقبل».
وأضاف: «كان رهاننا على وعي الناخبين صائبا، فالنتائج أثلجت صدورنا، وجددت فينا الحوافز كي نستمر في الدعوة إلى مزيد من الوحدة الوطنية التي لا أمن ولا استقرار ولا تنمية من دونها، والدفاع عن أركان دولة الدستور والقانون، وقيم المجتمع المدني القائمة على الحرية والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص». ودعا الجاسم كل القوى السياسية الشعبية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني «لاستثمار هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه الناخبون، والبناء عليه لتفعيل مسيرة الديمقراطية، وقطع الطريق على المتربصين بها».
الجاسم حرص على دعوة العضوات إلا أنهن اعتذرن لانشغالهن باستقبالات المهنئين، لكن الحضور أكد دعمه للنائبات الغائبات في مسيرتهن السياسية.
«تشرفت بوجودي معكم، فقد جئت للاستماع لآرائكم، وأمد يدي لكم لأنني بحاجة إلى دعمكم في دائرتي فأنا أتمنى الاستمرار».
بهذه الكلمات بدأت المرشحة السابقة في الدائرة الرابعة ذكرى الرشيدي حديثها، مضيفة: «دوائرنا بحاجة لعملكم الوطني، لأننا نريد كسر الجمود في الدائرتين الرابعة والخامسة، فنحن كمن يحفر في الصخر، لكننا استطعنا جني الثمار»، موجهة الشكر إلى كل من ساندها ودعمها معنويا من الدوائر الأخرى.
المرشحة السابقة في الدائرة الأولى د.فاطمة العبدلي قالت للحضور: «كنت متحفظة بداية، وأنا مع استمرار العمل التطوعي، لكننا يجب أن نقف ونقوم بتحليل نتائج هذا التغيير، أنا شخصيا غير مقتنعة بنتائج الانتخابات، فهي لا تنطلق من فراغ، ونريد أن نعرف من الذي ذهب الى الانتخابات، وليس من لم يذهب، حينها سنعرف لماذا ظهرت النتائج بهذه الصورة».
الناشطة السياسية المحامية كوثر الجوعان رفضت توزير العضوات أو حتى قبولهن لأي منصب داخل المجلس، ووجّهت كلامها بشكل حازم للنائبات اللواتي تغيبن عن الحضور بالقول: «لم ننتخبكن لكي تكن وزيرات، بل صوت الشعب داخل المجلس».
وأضافت: «أستغرب تصريحات بعض العضوات حول رغبتهن بمنصب نائب الرئيس، ورئيس لجنة التعليم والمرأة»، مؤيدة كلام د.العبدلي حول ضرورة الوقوف على نتائج الانتخابات ومعرفة من الذي ذهب وانتخب.
المحامي عماد السيف قال: «سنكون للنائبات on call، ونحن مستعدون لتقديم أي استشارة قانونية، وأتمنى أن يكون دور الفريق التطوعي موسعا لمراقبة أداء البرلمان وحمايته من التأزيم، حتى لا نعود مرة أخرى الى المربع الأول، فالانتخابات أفرزت جوا عاما جديدا أعاد الأمل للناس بأن المؤسسة التشريعية ستعمل من جديد، لذلك يجب أن ندعم التغيير».
مجموعة «متطوعون من أجل الكويت» واحدة من المجموعات المدنية التي تنادت «للفزعة» للوطن، وأطلقت نداء أطفال الكويت لكبارها.. «مستقبلنا بإيدكم لا تضيعونه».
وجّه يوسف الجاسم الشكر والعرفان «إلى كل من التف حول تحركاتنا لرص صفوف القوى الوطنية وتيار المجتمع المدني، قبل وأثناء الحملات الانتخابية الأخيرة، ولكل من ساهم معنا في مساندة حملة التوعية التي أطلقت ضمن الفزعة الوطنية نداء أطفالنا (مستقبلنا بايدكم لا تضيعونه)، وساهم في نشرها وانتشارها».
وخصّ بالذكر «جمعيات النفع العام والقوى والقوائم والمجاميع الطلابية في جامعة الكويت والجامعات الأهلية، والقائمين على تلفزيون دولة الكويت، والقنوات الفضائية الوطنية، والقائمين على الصحف اليومية المطبوعة والإلكترونية، وشركة السينما الكويتية وشركة (ايديا) للإعلانات الخارجية، ولشركات الهاتف النقال الثلاث، وللشابات والشباب الذين واصلوا ليلهم بنهارهم في إنشاء وتدعيم المواقع والروابط الإلكترونية الخاصة بالمجموعة، ولعدد من الشخصيات الوطنية التي كانت رافدا لتحركاتنا وحملاتنا»