الاثنين، 24 أغسطس 2009

عبدالوهاب الهارون: رمضان في الكويت مهرجان محبة



23/08/2009 - جريدة القبس

لا يستطيع العمل في أجواء المناكفات والمماحكات
عبدالوهاب الهارون: رمضان في الكويت مهرجان محبة.


اطلالة رمضان المبارك في كل عام تثير في كل نفس ذكريات جميلة وتعيد إلى المخيلة صور أيام عفوية مرتبطة بالشهر الفضيل وما يرافقه من عادات وتقاليد رمضانية، نستعيدها مع ضيوفنا الذين التقيناهم ليروي كل واحد منهم جانبا من تلك الصور والذكريات.


ضيفنا اليوم النائب السابق وعضو لجنة «متطوعون من أجل الكويت» ورئيس مجلس ادارة شركة التعمير للاستثمار العقاري، وعضو المجلس الأعلى للتخطيط عبدالوهاب الهارون الذي تشعب حواره ليمتد على مساحة الوطن وقضاياه الراهنة ورؤيته المستقبلية.


• بداية دعني اسألك اين عبدالوهاب الهارون اليوم؟ ماذا تفعل؟ ولماذا ابتعدت عن الساحة السياسية؟


ــ طبيعي أنا موجود.. صحيح أنني ترجلت عن العمل النيابي لكن لم ابتعد عن العمل السياسي.. كما تعلمين في فترة الانتخابات.. شكلنا فريقا وأطلقنا على أنفسنا «متطوعون من أجل الكويت»، هذه المجموعة بدأتها مع الأخ يوسف الجاسم، ثم انضمت إلينا مجموعة من الاخوان بلغ عددهم 36 ثم توسعت القاعة وهي تشمل عددا من الكتاب والوزراء السابقين والأدباء والاعلامين والمحامين وعملنا بقوة لدعوة الناس إلى المشاركة في العملية الانتخابية، وتبنينا ترشيح المرأة وتمكينها من الوصول إلى البرلمان.. والحمد لله وفقنا بذلك وعملنا كان تطوعيا، وركزنا في حملتنا على الاعلام بجميع جوانبه من الانترنت واللوحات الاعلانية والأفلام القصيرة في الفضائيات وكانت جميعها مجانية.. وكذلك ركزنا على الأطفال الذين يخاطبون الناس بان مستقبلهم في يدكم لا تضيعونه.. فاحسنوا اختيار مرشحكم.. وكان الهدف من هذه الحملة مخاطبة الأغلبية الصامتة، التي قد لا تذهب إلى الانتخابات بسبب التشنج والتأزيم والتصعيد الذي رافق المجلس السابق، وحثها على المشاركة مقابل القوة الثانية المرتبطة قبليا وحزبيا التي تشارك بحماس.


وكما تعلمين خلال عملي في البرلمان لم يكن عندي فرصة للجلوس مع أولادي باستثناء فترة الصيف.. بسبب اللجان والواجبات الاجتماعية والاجتماعات، الآن عندي فرصة لنفسي ولأهلي ولأبنائي، والتفكير بمشاريعي الخاصة التي كانت مؤجلة.


وننوي بعد العطلة الصيفية تنفيذ أجندة للعمل على جميع الاتجاهات لمصلحة البلد، وخصوصا فيما يتعلق بالأداء البرلماني.. وبالطبع سيكون لنا وقفة مع نواب التأزيم بدون جدوى.. أو على الأقل محاولة للجلوس والتحاور معهم على ان هذا ليس هو المطلوب والخط الصحيح، كما سنتقدم ببعض الاقتراحات التي تتعلق بالبرلمان.مجموعة متجانسة


• حملت دائما شعارات الليبرالية والديموقراطية وحماية الحريات والدستور عندما كنت نائبا في مجلس الأمة، فهل «متطوعون من أجل الكويت» لديها الخط والتوجه نفسه.. ولماذا لم تنضم إلى التحالف والمنبر؟ ولماذا أيضا حضوركم ما زال متواضعا على الساحة السياسية؟ــ نحن لم نطرح أنفسنا كتيار مستقل أو تنظيم أو حزب وانما كمتطوعين، كذلك وجدنا ان منظمات المجتمع المدني متقاعسة عن أداء دورها والحمد لله.. نحن مجموعة متجانسة وكما ذكرت سابقا تضم وجوها سياسية واعلامية من جميع أطياف المجتمع الذي ننتمي إليه، ونلتقي جميعا حول حب الكويت وتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الحريات والديموقراطية الصحيحة.


• لماذا لم تخض الانتخابات، هل خوفا من الخسارة؟ــ بكل صراحة.. لم يكن عندي مشكلة في خوض الانتخابات والنجاح.. ولا سيما بعد تعديل الدوائر حيث التنافس في كل دائرة أصبح على عشرة مقاعد بينما في السابق كان على اثنين.. مما يجعل فرصة الفوز أكبر، ولكن الذي جعلني ابتعد عن البرلمان منذ 2003 وحتى اليوم 2009 هو الأوضاع غير الطبيعية وغير المشجعة التي كانت سائدة.. وهذه الأجواء ليست الأجواء التي استطيع ان أعمل فيها.. أنا شخصيا لا استطيع العمل إلا ضمن فريق متجانس تنتفي فيه المناكفات والمماحكات والنزاعات والصدامات، والمجالس الأخيرة وللأسف الشديد أصبح النواب يفكرون بانفسهم أكثر مما يفكرون في بلدهم، وبالتالي أصبحت الشخصانية هي المسيطرة، وخلقوا عداوات فيما بينهم وكأن هناك تسابق على من يوتر ويؤزم أكثر من الآخر.. هذا الجو غير صحي، ومن الصعب على الانسان المنتج ان يركز على العمل الوطني والتطوير والتنمية.


• هل تتوقع ان يصمد هذا المجلس ويكمل ولايته؟ــ أنا شخصيا أتمنى لهذا المجلس ان يستمر.. وسيستمر اذا واجهت الحكومة ولم تتراجع.. ولقد ثبت ذلك في استجواب وزير الداخلية ان الحكومة عندما حزمت أمرها.. والوزير واجه الاستجواب.. وجدوا ان هناك أغلبية مع الموقف الصحيح.. ومع القانون، ومع استمرار البناء والتنمية.نواب التأزيم • كيف تتوقع اداء النواب في المرحلة القادمة ولا سيما ان معظمهم عاد أو على الأقل عاد ما يسمى بنواب التأزيم؟ــ الذين عادوا إلى مجلس الأمة اقل من 50% وللأسف أكثر العائدين هم النواب المؤزمون.. وكان من المتوقع عودتهم، لانه في بعض الدوائر الانتخابية من يصعد في الكلام ومن يستخدم الصوت العالي، يكسب انتخابيا، إلى جانب ان غالبية هذه المناطق.. هي مناطق قبلية.. لديها انتماء قبلي.. وفي صراع مع الدولة على اعتبار ان الدولة تطبق القانون الذي يجرم الانتخابات الفرعية ويجرم التعدي على املاك الدولة ونشأ من خلال ذلك اصطدام مع الحكومة.. تحولت إلى معارضة معها.. ووجدت في نواب التأزيم من يعبر عنها ويقف معها ضد الحكومة.


• هل تشعر بحنين الى العمل النيابي؟


ــ اشعر بحنين الى العمل النيابي الذي عاصرته في مجالس 96 و99 وإلى حد ما 2003.. وليس إلى الجو السائد اليوم.. وغير المناسب للانجازات والتنمية.دعم المرأة


• كنت من الداعمين جدا للحقوق السياسية للمرأة، كيف تقيم وصولها إلى البرلمان وما الذي ستضيفه؟


ــ كما تعرفين كنت دائما من داعمي ومؤيدي الحقوق السياسية للمرأة في المجالس السابقة.. وكنت من الأوائل الذين تقدموا باقتراحات بقوانين لتعديل قانون الانتخاب بحيث يشمل المرأة، كما كنت أول رئيس للجنة شؤون المرأة البرلمانية، وأعطيت دورا للجمعيات النسائية واشركتها في اللجنة وتمنينا ان تفوز واحدة أو اثنتين، ولكن ولله الحمد فازت أربع مرشحات وكانت مفاجأة جميلة جدا.. وهذا يجعلني اتفاءل بان هذا المجلس سيكون الأفضل لان حضورهن الاعلامي متميز أكثر من النواب، وأعتقد أنهن أكثر تفرغا للعمل النيابي، لانهن بعيدات عن الدوران في الوزارات لانجاز المعاملات، وبعيدات عن زيارة المستشفيات والدواوين، إلى جانب كونهن متخصصات وجميعهن من حملة الدكتوراه.. وعطاءاتهن ستكون واضحة.. وبانت في الشهر الأول.. ونتوقع دورهن ولمساتهن ستكون أكبر وأكثر وضوحا في المرحلة المقبلة واعتبر ان المحامية ذكرى الرشيدي فازت في الانتخابات لعدة اعتبارات منها عدد الأصوات العالي التي حصلت عليه، في مناطق محافظة لم تعتد دخول المرأة إلى دواوينهم وتحدثهم بكل طلاقة وجرأة وقوة.. وهذا شكّل لهم صدمة حضارية ثقافية، وخطوة إلى الأمام، ان المرأة في الدائرتين الرابعة والخامسة بدأت تعي أهمية دورها، وتحررها من سيطرة الرجل.وأعتقد ان الثقافة السياسية لدى المرأة في مجلس 2009 أكثر وعيا ونضوجا، إلى جانب الدور الكبير الذي لعبته الوزيرة معصومة المبارك التي تميزت بموقف رائع جدا في استقالتها بسبب حريق الجهراء، وهذا يدل على وعي سياسي وتحمل مسؤولية، كذلك مواجهة الوزيرة نورية الصبيح لمحاور الاستجواب بكل كفاءة واقتدار، أيضا لا ننسى دور الفضائيات التي ركزت على المرأة، ومداخلاتها في اللقاءات الحوارية، اقنعت المستمعين والناخبين بحديثها وصدقيتها وموضوعيتها.ميزة رمضان


• ماذا بقي من رمضان في البال.. ذكريات مواقف؟


ــ أولا رمضان في الكويت هو مهرجان يجدد المحبة وتوثيق العلاقات الاجتماعية سواء بين الأهل أو مع الأصدقاء، أو مع الجيران، ميزة رمضان انه فعلا يوثق العلاقات بالتزاور والتواصل والأمسيات الجميلة إلى جانب تبادل الأطعمة بين الجيران في الحي.. وهذه عادة متوارثة منذ القدم، وما زلنا نتبعها في بيتنا مع جيراننا، إلى جانب الروح الايمانية التي تتجلى في المساجد.. هذه أجواء رمضان التي عرفتها في الطفولة واذكر عندما كنا نذهب إلى الاسواق ونشتري الزلابيه والحلويات.. وان شاب التغيير بفعل التطور كما يظهر في الغبقات والقرقيعان.. التي تحولت إلى حفل استقبال.. وزادت التكلفة والمنافسة، بحيث أصبحت كل عائلة تحاول ان تعمل شيئا أكثر كلفة وتميزاً عن الآخرين.. وهذا ما اعتبره نزعة استهلاكية بغيضة غير محبوبة الا ان الروحية موجودة والحمد لله وما زالت هي.. هي.


• هل تحرص على قضاء رمضان في الكويت؟


ــ جدا.. جدا.. رمضان جميل جدا.. ولا مرة أمضيت رمضان خارج الكويت الا أيام الدراسة الجامعية في أميركا وكان هذا صعبا.. حيث كنا نصوم ونقيم الصلوات والافطار والامساك على تقويم أميركا، اضافة إلى انني كنت وحيدا.. وكنت اطهو في الويك اند.. وافطر مع الأخوة العرب من لبنانيين وسعوديين.. وسودانيين.. وكان كل واحد منا يطهو الطبخة التي يعرفها ونتشارك الافطار.


• وماذا كنت تطهو؟ـ

ـ طبعا الطبخ الكويتي نفسه.. كنت اقرأ من كتاب واطبق المقادير إلى حد ما.. وكما يقولون «كنت امشي الحال».الأزمة المالية


• تعمل حاليا في القطاع الخاص، كيف تقرأ تداعيات وارتدادات الأزمة المالية على الوضع الاقتصادي في الكويت؟

ــ تأثير الأزمة العالمية على كل دول العالم.. ومنها الكويت.. وبما ان الكثير من شركات الاستثمار لها علاقات مع العالم، وبالتالي انخفضت قيمة أصولها في الداخل والخارج بنسبة عالية جدا مما أدى إلى ان قيمة القروض أقل من حجم الاقتراض مما سبب العجز، المشكلة ليست اقتصادية.. بل مشكلة حساب قيمة الأصول، الاسهم، العقار أو الاستثمارات الأخرى في العالم، لذلك كل دول العالم ضخت أموالا في السوق المحلي محاولة منها لانقاذ الشركات الكبرى، كي لا ينعكس انهيارها على الاقتصاد الوطني، وفي الكويت اعتقد ان اقرار قانون دعم الاستقرار المالي والاقتصادي كان خطوة ايجابية، الا ان للأسف بدأ بشكل جيد.. ولأول مرة تؤلف لجنة متخصصة بعيدة عن المخاصصة والعلاقات الشخصية برئاسة محافظ البنك المركزي وفريقه المتكامل، إلا ان القانون تعرض للتشويه في مجلس الأمة حيث أدلى كل عضو بدلوه.. في هذا القانون، وصدر القانون طبعا لكونه من قوانين الضرورة بالصيغة نفسها.وأنا متفائل.. ولا سيما عندما أرى الاقبال على النفط في العالم جيدا كما ان هناك تحسنا في الاقتصاد العالمي بنسب بطيئة ولكنها في الاتجاه الصحيح، هناك انحسار للأزمة يرافقها نمو في الأصول في العالم.. وهذا سينعكس ايجابا على جميع دول العالم.قرارات حازمة


• وماذا عن قراءتك للوضع السياسي في الكويت وما يحدث حولها من تطورات اقليمية.. وما المطلوب حاليا لتحصين الساحة الداخلية؟


ــ اعتقد كما قلنا أكثر من مرة ان التطوير والانطلاق والتنمية هي بيد الحكومة وليس المجلس.. واذا كان هناك عدد من النواب يرفع الصوت عاليا ويهدد ويتوعد.. تبقى اقلية لو حزمت الحكومة أمرها وسارت في تطوير البلد، فسيكون هناك التفاف عام حول هذه الحكومة وكذلك التفاف الأغلبية البرلمانية حولها كما حصل عند استجواب وزير الداخلية.

• ماذا يقلقك على صعيد الوطن؟

ــ أنا لست قلقا لانني بطبعي متفائل.. فالانسان في الكويت يتمتع برعاية اجتماعية عالية وهو تحت رعاية الدولة من المهد إلى اللحد، أما بالنسبة إلى المستقبل فاتمنى ان يوفر صندوق الاحتياط العائد للصرف على الدولة خصوصا اذا اقتنعنا ان البترول قد نفد، أما بالنسبة للوضع السياسي، فنحن في مرحلة مخاض سياسي حاليا، لانه في الحياة الديموقراطية دائما ما يحدث في مراحلها الأولى بعض الهزات مادام هناك من يفكر في الطائفية أو القبلية أو المصلحة الشخصية وكل عضو بحد ذاته هو حزب يتحدث بمزاجه وليس وفق أجندة تنظيمية متفق عليها، مازلنا في هذه المرحلة.. وليس أمامنا الا الالتزام بالدستور والديموقراطية التي جبلنا عليها وان نعي جيدا أهميتها، وهذا الوطن الذي يرعى مواطنيه بحب عليه ان لا يظل كما هو شائع وطنا للأخذ بل وطن للعطاء، وبالتالي على المواطن ان يعطي بايجابية، ويجب ان لا نغفل اننا نعيش في محيط اقليمي غير مستقر مما يحتم علينا ان نكون دائما متكاتفين وموحدين حول أمورنا وفقا لأولويات نتفق عليها ونقدم دائما للآخرين نموذجا للديموقراطية الناجحة وعلى الدول العربية والخليجية ان تحذو حذونا.


معارضة عقلانية وراقية


اجاب ردا على سؤال حول عدم اطلاق صفة نواب التأزيم على المجالس النيابية السابقة التي كان عضوا فيها قائلا: حتى المعارضة التقليدية المتمثلة بسامي المنيس ومشاري العنجري ومشاري العصيمي كانت معارضة ليست من أجل المعارضة وانما معارضة عقلانية، الى الأفضل وليس للتعطيل والتهجم، كانت راقية، حتى في طرحها المعارض لم تخرج عن نطاق احترام الآخر، وكانوا دائما يخاطبون الطرف الآخر بلباقة وأصول التعامل السياسي الراقي.نعم.. هذا الجو الذي كنا نعمل فيه.. وتتساءلين ماذا تغير الآن؟ اجيبك بكل بساطة ان الذي تغير هو الأداء البرلماني وانحرافه عن الطريق الصحيح.. وتحوله عند بعض النواب إلى اداة ابتزاز للوزراء.. إما ينفذون ما يطلب منهم أو يتعرضون للاستجواب على حساب العمل الحقيقي للبرلمان.


تجريم الطائفية والقبلية


سألنا الهارون عن تعليقه على الحملة الاعلامية التي ثارت مؤخرا تحت عناوين طائفية فأجاب: أنا شخصيا تقدمت باقتراح بقانون في مجلس 2003 ولاقى صدى كبيرا.. من الكتاب البارزين، وقاعدته الاساسية تجريم أي اثارة للطائفية والبغضاء في المجتمع.. أو من يهاجم الطوائف الأخرى من خلال المنابر أو دور العبادة، أو اثارة النعرات الطائفية ومن يحاول اذكاء العصبية القبلية سواء كان ذلك بالكتابة أو بالقول أو بالخطاب، أو الرسائل الالكترونية، فاذا عرف كل انسان انه سيجرم فيما لو حاول القيام باخذ الأمور التي عددتها فلن يقدم على هذا الشيء، والآن عدم وجود قانون يردع هؤلاء سوف يؤدي إلى خلل اجتماعي كبير، وبالتالي سقف المجتمع سيهتز، وأنا حاليا بصدد تقديمه إلى الحكومة لتتبناه ويقدم بمشروع قانون وليس بمقترح قانون ليأخذ طريقه إلى الاقرار.. فهذا من عمل الحكومة وليس الأفراد.. لوضع حد لزارعي الفتنة وثقافة الكراهية بين أفراد المجتمع.


أجرت الحوار: سهام حرب

الجمعة، 22 مايو 2009

« عصف ذهني» في ديوان الجاسم لتحديد المسار ودعم العضوات

« عصف ذهني» في ديوان الجاسم لتحديد المسار ودعم العضوات
جانب من الحضور في ديوانية يوسف الجاسم
القلوب قبل العقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، كانت حاضرة في ديوان الإعلامي يوسف عبد الحميد الجاسم، اجتمعت تهنئ أنفسها بما حققته الكويت في السادس عشر من مايو الذي يعد نقلة نوعية في حياتها السياسية والاجتماعية، حين انتخب الشعب أربع نساء نوابا عنه في مجلس الأمة الجديد، في سابقة تاريخية نالت إعجاب وثناء العالم. 
المجتمعون كانوا حريصين على مصلحة الوطن، خصوصاً بعد التغيير الذي أحدثه الناخبون في بنية المجلس وتوجهاتهم التي جددت الآمال في تصحيح المسار، وإنهاء حالة الشحن والشلل والتراجع والإحباط التي سادت وأثارت مخاوف المخلصين للبلاد «وفزعتهم» لها، والتي بلغت ذروتها بعد نداء سمو الأمير المؤثر: «أعينوني بقوة.. وأحسنوا الاختيار». 
الجاسم وجّه حديثه إلى الحضور قائلا: «اجتمعنا اليوم حتى لا نفترق، ونقرر كيف سنستمر، فنحن الآن فريق تجاوز 40 عضوا، لذلك يجب ألا يقتصر عملنا فقط في الانتخابات، هدفنا الأساسي ليس حملة إعلامية ينتهي عملها بانتهاء الانتخابات، بل دورنا يبدأ الآن لكي نوحد الصفوف الوطنية ونوحد المسار، لأن مصلحة الوطن هي الأهم، لقد شكلنا لجنة قوامها 9 أعضاء رجالا ونساء، وذلك لطرح كل التصورات». 
مداخلات الحضور كانت أشبه بعصف ذهني، وكانت تقييما للحدث التاريخي ما بين ناقد ومحلل، ومستعرض لأبرز الإنجازات التي حققتها لجنة «متطوعون من أجل الكويت»، والتي ركزت على أن الحركة الوطنية لا تتحمل الذين يحلمون بالملكية. 
مداخلات 
واتفقت المداخلات على عدم السماح لأي شخص بأن يؤذي الكويت، مجمعين: «هذه فرصتنا لنتقدم ونعيد الكويت إلى ما كانت عليه في السابق مركزاً للتنوير، فنحن نعاني انقسام الحركة الوطنية حتى هذه اللحظة، وهناك تيارات مؤذية للكويت، وأصبحت هناك قوى وطنية ضد أخرى، ويجب أن نقف في وجه كل من يريد أن يعود بنا إلى مربع التأزيم». 
كما انتقدوا الاستخدام السيئ في توظيف سكرتارية النائب التي وصل عددها إلى 15 «لذلك يجب أن نعين المختصين وليس المقربين والمحسوبين، كما يجب أن ننتقل 
نقلة نوعية في أدائنا». 
وأضافوا: «إن الأشخاص الذين يعترضون على دخول العضوات غير المحجبات، نتمنى أن يعترضوا على الأشخاص الذين خالفوا الدستور بمشاركتهم في الفرعيات»، متسائلين: «كيف سيؤدون القسم وهم خالفوا الدستور؟». 
نصائح 
ونصح الحضور العضوات بالاعتدال وعدم التسرع في التصريحات، قائلين: «نريد التعرف عليهن عن قرب، وما توجهاتهن، لنستطيع دعمهن، وعلينا أن نسخر اختصاصاتنا لتكون حلقة الوصل بينهن وبين الشعب، ونتقدم بالمشاريع التنموية والإصلاحية لنرقى بالكويت». 
حكومة متجانسة 
وتطلع الجاسم إلى تشكيل حكومة متجانسة ذات رؤية وكفاءة عالية، وقادرة على أن تقود البلد في طريق الإصلاح والتنمية في ظل سيادة القانون. 
وتابع: «أطلقت مجموعة متطوعون من أجل الكويت نداء أطفالنا لكبارنا (مستقبلنا بأيديكم فلا تضيعوه)، ونداء انتخاب مجلس يعيد اللحمة الوطنية لبلدنا، ويحمي الدستور والديمقراطية، ويحمي الحرية ويحقق العدل والمساواة، وتشارك فيه المرأة إلى جانب أخيها الرجل في بناء المستقبل». 
وأضاف: «كان رهاننا على وعي الناخبين صائبا، فالنتائج أثلجت صدورنا، وجددت فينا الحوافز كي نستمر في الدعوة إلى مزيد من الوحدة الوطنية التي لا أمن ولا استقرار ولا تنمية من دونها، والدفاع عن أركان دولة الدستور والقانون، وقيم المجتمع المدني القائمة على الحرية والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص». ودعا الجاسم كل القوى السياسية الشعبية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني «لاستثمار هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه الناخبون، والبناء عليه لتفعيل مسيرة الديمقراطية، وقطع الطريق على المتربصين بها». 
الجاسم حرص على دعوة العضوات إلا أنهن اعتذرن لانشغالهن باستقبالات المهنئين، لكن الحضور أكد دعمه للنائبات الغائبات في مسيرتهن السياسية.

الكويتيون يعيدون الاعتبار لديمقراطيتهم والوجه الحضاري لبلدهم

الكويتيون يعيدون الاعتبار لديمقراطيتهم والوجه الحضاري لبلدهم
كلمة الأمير كانت بداية التغيير
ترافق مع التوتر الاجتماعي الذي شهدته انتخابات 2006 توتر سياسي عال، وتحالفات واسعة جمعت بين الإسلامي والليبرالي وما بينهما، ورغم ذلك اقتحمت المرأة معترك العمل السياسي والبرلماني بشكل كثيف فاق كل التوقعات، (حيث ترشح فيها 27 امرأة )، وإن صبت مشاركة المرأة كأول تجربة لها في القنوات السابقة نفسها، ولم تغير كثيراً في المزاج السياسي والشعبي العام المطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري الشامل بل كانت رافدا له.. وكان على رأس تلك المطالب إصلاح النظام الانتخابي وتقليص عدد الدوائر الانتخابية إلى خمس، فطغى شعار «نبيها خمسة» على ماعداه من الاهتمامات، وهو الشعار الذي حسم نتيجة الانتخابات العامة (2006) لصالح المنادين بإصلاح النظام الانتخابي كخطوة أولى للإصلاح السياسي والاقتصادي.. وقد استجابت حكومة الشيخ ناصر المحمد لهذا الاستحقاق ودفعت لمجلس الأمة بالقانون رقم 42/2006 الذي قلص عدد الدوائر الانتخابية من 25 إلى خمس دوائر. 

ظروف استثنائية 
مما تقدم نخلص إلى أن دخول المرأة المعركة الانتخابية العام 2006 كان مفاجئاً، وبعد أقل من عام من إقرار حقوقها السياسية كاملة غير منقوصة في 16/5/2005، وقد تم ذلك بدفع ومساندة قوية من قبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، عندما كان رئيساً للحكومة، حيث استطاع تجاوز التلكؤ والمماطلة التي مارسها بعض النواب في مجلس الأمة تجاه هذا الاستحقاق الديمقراطي والحضاري الهام. 
الناشطات السياسيات والجمعيات النسائية والقوى الليبرالية المساندة للحقوق السياسية للمرأة، تراخت بعد صدور المرسوم الأميري بإقرار الحقوق السياسية للمرأة، وأجلت استعداداتها لخوض المعركة الانتخابية الى ما قبل نهاية الفصل التشريعي العاشر أواخر العام 2007، إلا أن حل المجلس والدعوة الى انتخابات عامة مبكرة أربكت استراحة المحارب وحسابات الجميع، ورغم تلك الظروف الصعبة لم تتوان المرأة عن دخول الانتخابات، حيث ترشح عدد من النساء في أكثر من دائرة من الدوائر الخمس والعشرين، واثبتن حضوراً مهماً فاق كل التوقعات، وإن لم يحالفها الحظ في الفوز في أحد المقاعد. 

توزير المرأة وانتخابات 2008 
بعد حوالي العام على انتخابات 2006، جاءت انتخابات 2008 مفاجئة أيضاً للمرأة، ولاسيما أن تجربتها الماضية في الترشيح والانتخابات تمت على أساس الدوائر الـ 25، وها هي وفي فترة لا تتجاوز الشهر أمام انتخابات جديدة على أساس الدوائر الخمس، فكان عملا مضينا للمرأة وأنصارها، فالنطاق الجغرافي للدوائر الانتخابية اتسع بشكل كبير، وازداد تعداد الجمعية الانتخابية من بضعة آلاف ناخب الى ما بين 40 - 100 ألف ناخب في الدائرة الواحدة. ومع ذلك أثبتت المرأة الكويتية قدرة فائقة على التحدي وإثبات وجودها لتصبح نموذجا يحتذى به في المنطقة، وعلى مستوى الوطن العربي، ويسندها في ذلك مبادرات حكومية رائدة بدأها سمو الأمير بتوزير أول امرأة في 12/ 7 / 2005، وهي الدكتورة معصومة المبارك بعد شهرين من إقرار الحقوق السياسية للمرأة، وسبق ذلك تعيين امرأتين في المجلس البلدي في يونيو العام 2005، ثم توسع سمو الشيخ ناصر المحمد في منح هذا الحق، وعين وزيرتين في حكوماته الممتالية، وهما الدكتورة موضي الحمود والأستاذة نورية الصبيح، وقد أثبتت الأخيرة قوة وخبرة وصلابة سياسية أذهلت الجميع عندما واجهت استجوابا تعسفيا، ومحاولات لحجب الثقة عنها، وإفشال تجربة مشاركتها السياسية، الا أنها صمدت ونالت الثقة بأغلبية. 
وكانت الوزيرة السابقة والنائبة الحالية الدكتورة معصومة المبارك قد قدمت نموذجا فريدا في التاريخ السياسي في الكويت، عندما أعلنت تحملها المسؤولية كاملة عن خلل فني وإداري أدى الى حريق في مستشفى الجهراء عندما كانت وزيرة للصحة، ولم تلق بالمسؤولية «على الفراش» كما يقال في المثل السائد في الإدارة الحكومية. 
وهكذا حققت المرأة الكويتية حضورا مميزا في الأداء السياسي والبرلماني من خلال توزيرها، ودخلت حوالي 17 امرأة انتخابات 2008، وحصدن مجتمعات حوالي 8 ٪ من الأصوات وبما يعادل، ما حصل عليه مرشحو التنظيمات السياسية التحالف الوطني الديمقراطي، والحركة الدستورية حدس، والتحالف الوطني الإسلامي، والتجمع السلفي، حيث حصل مرشحوها ما بين 9 - 10 ٪ لكل منها على حدة. واحتلت الدكتورة أسيل العوضي المركز الـ 11 في دائرتها كما حصلت د.رولا دشتي ود.فاطمة العبدلي، وذكرى الرشيدي، وغيرهن على أصوات مهمة فاق تعدادها ما حصل عليه كثير من المرشحين الرجال في دوائرهن الانتخابية. 

الدخول النسوي 
انتخابات 2008، وفرت خبرة مهمة للمرأة وأنصارها لكونها الأولى التي تتم وفقا للدوائر الانتخابية الخمس، كما أن مؤيدي المرأة الذين كانوا موزعين على أكثر من دائرة من الدوائر الـ 25 في السابق، التم شمل معظمهم في دائرة واحدة. 
على هذا الإيقاع من المبادرات الحكومية والخبرة التراكمية، جاءت انتخابات 2009، وعلى الرغم من أنها جاءت مبكرة أيضا إلا أنها أجريت كسابقتها في إطار قانون الدوائر الخمس، فاستفادت المرأة من الحملات المؤيدة لها في الانتخابات الماضية التي مازالت مفاعيلها ماثلة، كما استفادت من إيجابيات وأخطاء حملتها في الانتخابات الماضية، وجاءت الحملات المؤيدة للمرأة، والتي نادت بالتغيير وحسن الاختيار، وتحركت منظمات المجتمع المدني وظهرت جماعات العمل التطوعي ونشاطها المكثف في هذه الانتخابات. لتسهم إسهاما فعالا في تمكين المرأة من الوصول إلى قاعة عبدالله السالم. 
لاشك أن النقلات الحضارية التي شهدتها الكويت في مطلع القرن الـ(21) باتجاه إنضاج الاستحقاق الديمقراطي، ومنها إقرار الحقوق السياسية للمرأة ساهمت في تمهيد الطريق باتجاه استكمال عملية الوعي والنضج الديمقراطي والحضاري، وهو أمر ما كان له أن يكون قصرا على الحكومة، بل هو من مهمات الشارع الكويتي، والتنظيمات السياسية ولاسيما ذات البعد الحضاري والديمقراطي وتشكيلاتها المختلفة، ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والعمل التطوعي، كما سبق أن ذكرنا وتساءلنا حينها، هل ترتقي منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الى مستوى هذه الاستحقاقات التاريخية والنقلات الحضارية التي أنجزتها الحكومة؟ أم أنها تبقى مجرد مجموعات منعزلة ويافطات وعناوين لا هم لمنتسبيها الا الظهور الإعلامي والبرستيج الاجتماعي؟ 
الحقيقة أن الجواب جاء وإن متأخرا، إلا أنه حقق الكثير، فما شهدناه خلال الاستعدادات للانتخابات الاخيرة، وتمثل في حملات شبابية وأعمال تطوعية، قادها ناشطون سياسيون وإعلاميون ومثقفون رجالا ونساء، حقق الكثير من النجاح، وكان تعبيرا مهما لرفض الأجندات الدينية والطائفية والقبلية لصالح التحولات، لتدعيم أسس المجتمع المدني. 

تلبية النداء السامي 
ما إن أطلق صاحب السمو أمير البلاد كلمته المدوية في 18/3/2009، وشخص الداء تشخيصا دقيقا، وأوكل العلاج للشعب صاحب السيادة، حتى ترددت أصداؤها في كل أنحاء الكويت، وحرك صداها الشيب والشباب، الرجال والنساء فتنادوا للعمل من أجل الكويت وإعادة الاعتبار لديمقراطيتها وتعديل مسارها. تعددت الأسماء وتوحد الهدف، مجموعات تطوعية وطنية تداعت دون أن يكون بينها رابط، بل مبادرات شعبية مظلتها الدستور وشعارها احترامه، وحافزها الإول حب الكويت وإزاحة ما لحق بصورتها وديمقراطيتها من غشاوات وتشوهات، فانداح الكثير من الإحباط، وارتفعت معدلات الراغبين في المشاركة في الانتخابات والتغيير بعد حالة الإحباط التي سادت. 
«أوان» في إطار تغطيتها للحراك الديمقراطي والحملات الانتخابية تتبعت هذه الفزعة من قبل عدد من شباب الكويت رجالا ونساء بكل أطيافهم لإصلاح الاختلالات أينما وجدت، والتوعية بمخاطر الاستمرار، بما حذر منه سموه، وتسبب في تعثر الأداء الديمقراطي. 
كان التجاوب منقطع النظير، وغير متوقع مجموعات فاق تعدادها الـ 15 مجموعة، تعمل لوضع سد بين المرحلة السابقة للحل، وترسم ملامح المرحلة القادمة، فخطاب الأمير شخص العلل، ووضع مفاتيح الحل بيد الناخبين. 
فعلى صعيد التجمعات النسائية برزت تجمعات عدة منها «التجمع النسائي الحر»، و«تحالف أنصار المرأة»، و«صوت الكويت». كما ظهرت حملات شعبية تدعو لحسن الاختيار، وأهمية المشاركة في الانتخابات، مثل حملة «أقسم»: وهي عبارة عن إعلان وطني تطوعي معد بعناية وحرفية، ويحمل كما من الرسائل تتناول القيم الإنسانية والديمقراطية والمدنية التي تكرس روح المواطنة، وتحولت الى دعوة لحث الناخبين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات، وقدمها وشارك فيها مجموعة من الشخصيات المعروفة، وذات الحضور الاعلامي والاجتماعي في المجالات المختلفة والتوجهات المتنوعة، في حين أطلقت مجموعة من شباب الكويت حملة «للكويت أصوت» الإلكترونية، بهدف تحفيز الناخبين للمشاركة في انتخابات مجلس الأمة 2009، بالتعاون مع جمعية الشفافية الكويتية، وتتضمن نشر مقاطع فيديو للقطات تمثيلية يؤديها مجموعة من الشباب لمحاربة الفرعيات وشراء الأصوات، كما برزت حملة «علشان الكويت»، شارك فيها 380 شاباً متطوعاً، لتوعية الناخبين بحسن الاختيار من بين المرشحين. 
وجاءت حملة «متطوعون من أجل الكويت»، لترفد هذا الحراك المدني، وهي مجموعة أهلية تضم مجموعة من الناشطين السياسيين والإعلاميين والوزراء والنواب السابقين، والشخصيات العامة المهتمة بالشأن الكويتي العام في المجالات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى حملة «لنساهم من أجل الكويت»، التي أطلقتها قائمة المستقلة في جامعة الخليج، هدفها رفع مستوى المشاركة في الاقتراع، والعمل بما جاء في الخطاب الأميري السامي بضرورة حسن الاختيار، وحملة «فكر.. الكفاءة أولاً»، شعارا لتعريف الناخبين بأهمية التركيز على كفاءة المرشحين عند المفاضلة بينهم، وهناك موقع «انتخب» الإلكتروني، أنشأه مجموعة من الشبان المتطوعين، هدفه استقصاء المعلومات ومقابلة المرشحين، ومن ثم جمع قاعدة بيانات لمساعدة المرشحين في حملاتهم الانتخابية، ومساعدة الناخبين في معرفة السيرة الذاتية لكل مرشح عبر المعلومات التي يوفرها الموقع. 

التعاطي مع الفرعيات 
وإذا كانت فترة الحملات قد شهدت الكثير من الإيجابيات، فإنها أيضا لم تخل من بعض الممارسات الأمنية التي اعتبرت من السلبيات، مثل اعتقال عدد من المرشحين لمخالفتهم القانون في إطار استعداداتهم لإطلاق حملاتهم الانتخابية، وعلى الرغم من المآخذ على طريقة تعامل الجهات الأمنية مع هذه الأحداث، إلا أنها في جانب آخر نبهت الى أهمية الابتعاد عن التجريح في الشخصيات العامة، وعدم إثارة الشارع، وكل ما من شأنه أن يسيء للوحدة الوطنية، وحدت كثيرا من المزايدات غير المستحبة التي ترافق عادة الحملات الانتخابية، ويتضمنها الخطاب الانتخابي للمرشحين، واستطاعت أن تضع سقفا أعلى لمثل هذه المزايدات، ووضع الخطاب الانتخابي في إطاره الحضاري.. وجاء في هذا السياق منع ندوات المرشحين بعد الحادية عشرة ليلاً، وفرض غرامة تتراوح ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف دينار على من يضع صورة مرشح على مركبته، وساهمت هذه الإجراءات في الحد من الفوضى التي تصاحب الانتخابات، وتسيء للمظهر الحضاري للحملات الانتخابية، خاصة في ظل وجود الفضائيات التي انتشرت في البلاد، والتراجع عن منع إقامة الندوات في المعاهد والكليات الجامعية. 
وقد اختلف تعاطي الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية في مجال تطبيق قانون منع الانتخابات الفرعية القبلية والطائفية، ولجأت إلى التهدئة والابتعاد عن التصادم مع منظمي وناخبي الفرعيات من أبناء القبائل، وهو تعامل حضاري ينم عن وعي بأن الظواهر الاجتماعية لا يمكن معالجتها بالقانون وحده، أو باستخدام القوة، بل بطرق مبتكرة، إضافة الى التوعية، ولعل إحالة المخالفين للقانون في هذا الموضوع إلى النيابة بعد الرصد والتحريات الضرورية دليل تراكم وعي لدى الاجهزة الأمنية التي ارتأت تطبيق القانون من خلال تحكيم العقل والتحرك المدروس على القوة، 
وكان التعامل العنيف مع هذه الظواهر في الانتخابات الماضية قد أدى الى صدامات بين رجال الأمن وقطاعات كبيرة من أبناء القبائل، وضع رجال الأمن في مواجهة أهاليهم، وأدت الى انعكاسات سلبية وتحدّ شعبي لسلطة القانون، وارتباك واضطراب في أداء الواجب من بعض رجال الأمن. بل بلغ الأمر أن إحدى القبائل رفضت عبر فرعيتها إعادة انتخاب نوابها السابقين، بحجة أن النواب لم يثأروا لهم من وزارة الداخلية عبر استجواب الوزير المختص. 

تغليب روح الفروسية 
وضعت الانتخابات أوزارها واختار الناخبون نوابهم من الرجال والنساء، وتحقق الاستحقاق الديمقراطي المنتظر، ونأمل أن يضفي دخول المرأة الى قاعة عبدالله السالم شيئاً من الفروسية على أداء النواب، وتسود روح التآخي والتعاون بين السلطتين، فمن دون تعاونهما لا يمكن للتنمية أن تتحقق، ولا يمكن للديمقراطية أن تؤتي ثمارها، فالديمقراطية كما وصفها أحد المفكرين بأنها تتمحور حول الاعتراف بالكرامة الإنسانية، وإن المجتمع الديمقراطي مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل.. وإذا كانت الديمقراطية رديف الحرية والكرامة الإنسانية فإن الحرية الحقيقية تكمن في احترام القوانين، وخرقها يؤدي إلى عدم المساواة بين الناس.. ومجلس الأمة هو الضلع الثالث من مثلث الديمقراطية في الدول، وهو الضلع الأهم لارتباطه بالتشريع وصياغة القوانين المتماشية مع الدستور، والضابطة لمسيرة المجتمع، والتي تعمل على هدى منها ووفقا لمقتضياتها السلطتان التنفيذية والقضائية. 
إن مجلس الأمة هو المعبر عن الديمقراطية والدستور، وهو رمزها، لذا يجب أن يرتقي من يحصل على شرف العضوية الى مستوى المسؤولية والإيمان بالديمقراطية واحترام القانون، وأن يكون قدوة للنشء، كما قال سمو الأمير في خطابه التاريخي في 18/3/ 2009 م، وأن يحسن النائب استخدام السلطات والأدوات التي أوكلت إليه من الشعب يما يخدم المصلحة العامة.. فما كان سائدا في السابق من تطاول واحتكار للتمثيل النيابي، وتطاول على الناس وحقوقهم وكرامتهم وعلى القوانين، ليس من الديمقراطية في شيء.

مجموعة متطوعين من أجل الكويت: نتطلع إلى تشكيل حكومة متجانسة

مجموعة متطوعين من أجل الكويت: نتطلع إلى تشكيل حكومة متجانسة


أكدت مجموعة «متطوعون من اجل الكويت» انه في السادس عشر من مايو حققت الكويت نقلة نوعية في حياتها السياسية والاجتماعية حين انتخب الشعب اربع نساء نوابا عنه في مجلس الامة الجديد في سابقة تاريخية نالت اعجاب وثناء العالم، مبينة ان «ذلك كان جزءا من التغيير الذي احدثه الناخبون في بنية المجلس وتوجهاته جدد الامال في تصحيح المسار وانهاء حالة الشحن والشلل والتراجع والاحباط التي سادت واثارت مخاوف المخلصين على البلاد وفزعتهم لها التي كان ذروتها نداء سمو الأمير المؤثر (اعينوني بقوة.. واحسنوا الاختيار)».

وذكر بيان اصدرته المجموعة لقد كانت مجموعة متطوعون من اجل الكويت واحدة من المجموعات المدنية التي تنادت «للفزعة» للوطن، واقلت نداء اطفال الكويت لكبارها.. «مستقبلنا بايديكم لا تضيعوه»، مباركة للشعب الكويتي «حسن الاختيار ونبارك لعضوات مجلس الامة المنتخبات د.أسيل العوضي ود.رولا دشتي ود.سلوى الجسار ود.معصومة المبارك فوزهن ووصولهن الى هذا الموقع الريادي في التاريخ السياسي للكويت، حيث اشعل الامل في نفوس الكويتيين بمستقبل مشرق، كما نبارك لكل الفائزين من اعضاء المجلس مناشدينهم جميعا التكاتف لتحقيق الانجاز والاصلاح».

وافادت المجموعة ان «نتائج الانتخابات بقدر ما تجذر ايماننا بان الديموقراطية قادرة على تصحيح مسارها وبقدر ما نتطلع الى اداء برلماني راق يمارس مجلس الامة فيه كامل صلاحياته الدستورية ويناضل من اجل سيادة القانون بصلابة ودون تعسف، ويتعاون مع الحكومة دون تفريط، فاننا نتطلع ايضا الى تشكيل حكومة متجانسة ذات رؤية وكفاءة عالية وقادرة على ان تقود البلاد في طريق الاصلاح والتنمية في ظل سيادة القانون».

وزاد البيان «اطلقت مجموعة (متطوعون من اجل الكويت) نداء اطفالنا لكبارنا (مستقبلنا بايدكم لا تضيعوه) ونداء انتخاب مجلس الامة يعيد اللحمة الوطنية لبلدنا ويحمي الدستور والديموقراطية ويحمي الحرية ويحقق العدل والمساواة وتشارك فيه المرأة الى جانب اخيها الرجل في بناء المستقبل»، مضيفا «كان رهاننا على وعي الناخبين صائبا فالنتائج اثلجت صدورنا، وجددت فينا الحوافز كي نستمر في الدعوة لمزيد من الوحدة الوطنية التي لا أمن ولا استقرار ولا تنمية بدونها، والدفاع عن اركان دولة الدستور والقانون وقيم المجتمع المدني القائمة على الحرية والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص بعد ان عبثت قوى الفساد والتعصب بمقدرات البلاد وثرواتها ووحدة شعبها».

ودعت المجموعة القوى السياسية الشعبية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني الى استثمار هذا الانجاز التاريخي الذي حققه الناخبون والبناء عليه لتفعيل مسيرة الديموقراطية وقطع الطريق على المتربصين بها».

وختمت المجموعة بيانها «ننتهز هذه الفرصة لنزجي الشكر والعرفان الى كل من التف حول تحركاتنا لرص صفوف القوى الوطنية وتيار المجتمع المدني قبل واثناء الحملات الانتخابية الاخيرة، ولكافة من ساهم معنا في مساندة حملة التوعية التي اطلقت ضمن الفزعة الوطنية نداء اطفالنا (مستقبلنا بايديكم لا تضيعونه) وساهم في نشرها وانتشارها ونخص بالذكر النفع العام والقوى والقوائم والمجاميع الطلابية في جامعة الكويت والجامعات الاهلية والقائمين على تلفزيون دولة الكويت والقنوات الفضائية الوطنية والقائمين على الصحف اليومية المطبوعة والالكترونية».


تاريخ النشر 22/05/2009

جريدة الوطن

الجاسم: نبارك للفائزين ونناشدهم التكاتف لتحقيق الاصلاح والتنمية


22/05/2009 جريدة القبس
مجموعة «متطوعون من أجل الكويت» احتفت بنجاح حملتها وفوز 4 نساء
الجاسم: نبارك للفائزين ونناشدهم التكاتف لتحقيق الاصلاح والتنمية
 
• من اليمين: يوسف الجاسم وأحمد النفيسي ولولوة الملا وذكرى الرشيدي وليلى الكندري ونايف الحجرف
• من اليمين: يوسف الجاسم وأحمد النفيسي ولولوة الملا وذكرى الرشيدي وليلى الكندري ونايف الحجرف
كتبت حنان الزايد:
أقامت مجموعة «متطوعون 
من أجل الكويت» وتضم حوالي خمسة وأربعين من الناشطين السياسين والإعلامين والوزراء والنواب السابقين والشخصيات العامة المهتمة بالشأن الكويتي العام في المجالات السياسية والاقتصادية حفلا بمناسبة نجاح الحملة لانتخابات ووصول أربعة سيدات لمقاعد برلمان 2009.



نقلة نوعية
وأكد الإعلامي وال
منسق العام للمجموعة يوسف عبدالحميد الجاسم أن هذه الحملة انشئت عقب حل مجلس الأمة في شهر مارس الماضي لحشد الجهود لتفعيل دور الناخب في اختيار نواب مجلس الأمة ولإعادة الاعتبار للدستور والديموقراطية ودولة القانون ومداواة الشروخ والخدوش التي لحقت بمسيرة الكويت الديموقراطية والتي هي نتاج لممارسات خاطئة من قبل مجموعات لا تؤمن بالديموقراطية، أو تجهل أدبياتها وقيمها.

واضاف في كلمته بالنيابة عن أعضاء المجموعة انه في السادس عشر 
من مايو حققت الكويت نقلة نوعيه في حياتها السياسية والاجتماعية حين انتخب الشعب أربع نساء نواباً عنه في مجلس الأمة الجديد في سابقة تاريخية نالت إعجاب وثناء العالم، الأمر الذي جدد الآمال في تصحيح المسار وإنهاء حالة الشحن والشلل والتراجع والإحباط التي سادت وأثارت مخاوف المخلصين على البلاد «وفزعتهم» لها والتي كان ذروتها نداء سمو الأمير المؤثر «أعينوني بقوّه..وأحسنوا الاختيار» ولقد كانت مجموعة «متطوعون من أجل الكويت» واحدة من المجموعات المدنية التي تنادت «للفزعة» للوطن، وأطلقت نداء أطفال الكويت لكبارها.. «مستقبلنا بإيدكم لاتضيعونه» ونداء انتخاب مجلس يعيد اللُحمة الوطنية لبلدنا ويحمي الدستور والديموقراطية والحرية ويحقق العدل والمساواة تشارك فيه المرأة إلى جانب أخيها الرجل في بناء المستقبل. 

موقع ريادي
وقال: نبارك للشعب 
الكويتي حسن الاختيار ونبارك لعضوات مجلس الأمة المنتخبات د. أسيل العوضي و د. رولا دشتي ود. سلوى الجسار ود. معصومة المبارك فوزهن ووصولهن إلى هذا على هذا الموقع الريادي في التاريخ السياسي للكويت، حيث أشعل الأمل في نفوس الكويتيين بمستقبل مشرق، كما نبارك لكل الفائزين من أعضاء المجلس مناشدينهم جميعاً التكاتف لتحقيق الإنجاز والإصلاح.
واشار الى أن نتائج الانتخابات بقدر ما تجذّر إيماننا بأن الديموقراطية قادرة على تصحيح مسارها وبقدر ما نتطلع إلى أداء برلماني راق يمارس مجلس الأمة فيه كامل صلاحياته الدستورية ويناضل 
من أجل سيادة القانون بصلابة ودون تعسف، ويتعاون مع الحكومة دون تفريط، فإننا نتطلع أيضاً إلى تشكيل حكومة متجانسة ذات رؤية وكفاءة عالية وقادرة على أن تقود البلاد في طريق الإصلاح والتنمية. ودعا القوى السياسية الشعبية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني كافة لاستثمار هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه الناخبون والبناء عليه لتفعيل مسيرة الديموقراطية وقطع الطريق على المتربصين بها. ورحب بانضمام كل من يرغب أن يكون عضوا فعالا في المجموعة. وشكر الجاسم جمعيات النفع العام التي ساندت الحملة والصحف الكويتية والمحطات التلفزيونية والإذاعية والقوى الطلابية من مختلف الجامعات والكليات والمعاهد. 
توعية ودعم
وبدورها دعت المحامية والمرشحة السابقة ذكرى الرشيدي حملة «متطوعون 
من أجل الكويت» الى استمرارية العمل الى ما بعد الانتخابات والعمل على توعية المواطنين بالدستور والقضايا الوطنية المهمة والقانون وبخاصة الدائرة الرابعة وشكرت أهل الكويت وكل من ساندها.
وطالب المحامي عماد السيف ود. علي الزعبي بالعمل على دعم كل الأشخاص المؤ
منين بالعمل الديموقراطي والوطني وليس النائبات في المجلس ولا بدمن مراقبة الأداء البرلماني وتقديم مقترحات متنوعة من أجل توافق العمل بين السلطتين.
• عماد السيف وعبدالوهاب الهارون وعلي البراك
• عماد السيف وعبدالوهاب الهارون وعلي البراك
• خليفة الوقيان وسامي النصف
• خليفة الوقيان وسامي النصف
• شعاع القاطي وكوثر الجوعان
• شعاع القاطي وكوثر الجوعان